فِكْرُ الفَرَّاءِ النَّحْوِيُّ فِي (المَقَاصِدِ الشَّافِيَةِ فِي شَرْحِ الخُلَاصَةِ الكَافِيَةِ) دِرَاسَةٌ فِي مَوَاضِعِ القَبُولِ
المؤلفون
بَيَّنَ البَحْثُ أَنَّ لِلْفَرَّاءِ أَثَرًا كَبِيرًا، وَوَاضِحًا فِي الشَّاطِبِيِّ، فِي شَرْحِهِ (الخُلَاصَةَ الكَافِيَةَ) لِابْنِ مَالِكٍ، وَأَنَّ الشَّاطِبِيَّ لَجَأَ إِلَى فَكْرِ الفَرَّاءِ النَّحْوِيِّ، وَاسْتَعَانَ بِهِ فِي تَفْسِيرِ كَلَامِ النَّاظِمِ، وَتَقْريرِ الأُصُولِ النَّحْوِيَّةِ. وَقَدْ خَصَّصَ البَحْثُ بَيَانَهُ لِتِلْكَ المَسَائِلِ، الَّتِي قَبِلَهَا الشَّاطِبِيُّ مِنَ آرَاءِ الفَرَّاءِ، وَالَّتِي أَظَهَرَتْ أَنَّ فِي فِكْرٍ الفَرَّاءِ اللُّغَوِيِّ أَسْرَارًا، وَدَقَائِقَ لَطِيفَةً، لَا غِنَى لِلنُّحَاةِ المُتَأَخِّرِينَ مِنْ أَنْ يَعُودُوا إِلَيْهَا، لِتَعْزِيزِ فِكْرِهِمْ، وَتَثْبِيتِ أُصُولِهِمْ، وَبِنَاءِ قَوَاعِدِهِمْ. وَلَا يَخْفَى أَنَّ البَحْثَ بَيَّنَ أَنَّ الشَّاطِبِيَّ لَمْ يَكُنْ دَائِمًا مَعَ أَئِمَّةِ البَصْرِيِّينَ، آخِذًا بِآرَائِهِمْ، مُعْرِضًا عَنْ آرَاءِ أَئِمَّةِ الكُوفِيِّينَ، وَمِنْ أَوَائِلِهِمُ الفَرَّاءُ، فَذِي المَسَائِلُ كَشَفَتْ عَنْ خِلَافِ ذَلِكَ.