الوُصْلَةُ فِي النَّحْوِ المَفْهُومُ وَالوَسَائِلُ
المؤلفون
سَعَتْ هَذِهِ الدِّرَاسَةُ إِلَى بَيَانِ مَعْانٍ نَحْوِيَّةٍ مُتَّصِلَةٍ بِكَلِمَةٍ، صَاغَتْهَا العَرَبِيَّةُ، أَوِ اجْتَلَبَتْهَا، وَأَدْخ!لَهَا تَرْكِيبًا مَخْصُوصًا، أو لَفْظًا مُحَدَّدًا، لِغَرَضٍ مُحَدَّدٍ، عُرِفَتْ هَذِهِ الكَلِمَةُ لَدَى النَّحْوِيِّينَ بِاسْمِ الوُصْلَةِ.
وَالوُصْلَةُ المُجْتَلَبَةُ، فِي مَعْنَاهَا العَامِّ، تَعْنِي: وَصْلَ الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ، وَلَكِنَّهَا مِنْ حَيْثُ مَعْنَاهَا النَّحْوِيُّ، ذَاتُ دِلَالَةٍ مُتَعَدِّدَةٍ، مُتَعَلِّقَةِ بِطَبِيعَةِ الوُصْلَةِ مِنْ نَاحِيَةٍ، وَبِطَبِيعَةِ نَظْمِ التَّرْكِيبِ الَّذِي هِيَ فِيهِ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، وَبِالسَّبَبِ الَّذِي اجْتُلِبَتْ مِنْ أَجْلِهِ. فَمِنَ الوُصْلَةِ مَا اجْتُلِبَ لِيصِحَّ وَصْفُ المَعَارِفِ بِالجُمَلِ، أَوْ وُصْفُ الأَشْخَاصِ بِأَسْمَاءِ الأَجْنَاسِ، أَوْ لِيَصِحَّ نِدَاءُ المُعَرَّفِ بِالأَلِفِ وَاللَّامِ، أَوْ إِلَى اللَّفْظِ بِعُنْصُرٍ كَلَامِيٍّ، لَا يَجُوزُ إِفْرَادُهُ وَحْدَهُ، أَوِ اجْتُلِبَ لِلْحِفَاظِ عَلَى حَرَكَةِ حَرْفٍ مِنَ السُّقُوطِ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ.
وَالأَعَّمُ الأَغْلَبُ مِنْ أَفْرَادِ الوُصْلَةِ مُتَّفَقٌّ عَلَى أَنَّهُ وُصْلَةٌ، إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُ خَرَجَ عَنْ ذَلِكَ. وَالمُتَّفَقُّ عَلَى أَنَّهُ وُصْلَةٌ مَحْدُدَوةٌ بِأَحْكَامٍ، وَشُرُوطٍ، فِي هَذِهِ الوُصْلَةِ، وَفِيمَا دَخَلَتْهُ، وَإِذَا انْعَدَمَتْ، أَوِ انْعَدَمَ بَعْضُهَا خَرَجَتْ مِنْ أَنْ تَكُونَ وُصْلَةً. وَإِذَا كَانَ الأَصْلُ فِي الوُصْلَةِ أَلَّا تُحْذَفَ، مِمَّا أُدْخِلَتْ فِيهِ؛ لِئَلّا يَضِيعَ الغَرَضُ مِنِ اجْتِلَابِهَا، لَكِنَّ مِنْهَا مَا يُحْذَفُ لِقَرِينَةٍ سِيَاقِيَّة، أَوْ لِضَرُورَةِ الشِّعْرِ، أَوْ لِضَرْبٍ مِنَ التَّخْفِيفِ.